خطبة الجمعة القادمة 4 ديسمبر 2020م : مفهوم العرض والشرف ، للشيخ عبد الناصر بليح
خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة القادمة 4 ديسمبر 2020م : مفهوم العرض والشرف ، للشيخ عبد الناصر بليح ، بتاريخ: 19 من ربيع الثاني 1442هـ – 4 ديسمبر 2020م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 4 ديسمبر ، للشيخ عبد الناصر بليح : مفهوم العرض والشرف:
لتحميل خطبة الجمعة القادمة ، للشيخ عبد الناصر بليح : مفهوم العرض والشرف ، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة ، للشيخ عبد الناصر بليح : مفهوم العرض والشرف ، بصيغة pdf أضغط هنا.
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة ، للشيخ عبد الناصر بليح : مفهوم العرض والشرف : كما يلي:
# مَفْهُومُ الْعَرْضِ وَالشَّرَفِ ”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في سلطانه ولي الصالحين وأشهد ان سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه اللهم صلاة وسلاماً عليك يا سيدي يا رسول الله أما بعد فيا جماعة الإسلام
حديثنا إليكم اليوم عن مفهوم العرض والشرف وحماية الأعراض في الإسلام
فالعِرْضُ من الأشياء التي صانها الإسلام، ومنحها الحماية، ووضعها في مكان الصيانة والتعظيم؛ لأن العِرض إحدى الضرورات الخمس لحياة الإنسان، وهي: “الدين، والعقل، والنفس، والمال، والعِرْض“ وتكريمًا للمسلم جاءت شريعة الإسلام السمحة لتحفظ له هذه الضرورات، وتضع كل الضمانات لحمايتها من النقائص والعيوب.. والناظرُ في القرآن الكريم والسنَّة النبوية المطهَّرة يرى قدر الاهتمام الذي منحه الإسلام للعِرْض؛ فقد جاءت آيات قرآنية كثيرة وأحاديثُ نبوية شريفة تحض على حمايته وحفظه، فنجد الإسلام يحرم الزنا ويعتبره مِن أكبر الكبائر: “وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا“(الإسراء/ 32). فالزنا فيه هتكٌ للعِرض، وضياع للنسب، واعتداءٌ على الحُرُمات، وهدمٌ للأُسَر، وفساد للأخلاق.
ولا يتوقف الأمرُ عند تحريم الزنا، بل نجد الإسلامَ يحرِّم كل مقدِّماته؛ مِن نظَرٍ، وخَلوة، وتبرج، وغيره؛ فقد أمَر الحقُّ سبحانه المسلمين والمسلمات بغضِّ البصر: “قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا“(النور/30، 31).
ونهى الإسلامُ عن خَلوة الرجل بالمرأة الأجنبية إلا مع ذي محرَم لها، كما نهى عن تبرُّج النساء: “وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى“(الأحزاب/ 33).
لأن التبرُّجَ وباءٌ خطير، إذا انتشر في مجتمع فإنه يساعد على نشرِ الفواحش، وإشاعةِ المنكَرات، وتأجُّج الشهوات؛ لذا يأمُرُ الإسلامُ المرأةَ بالتحجُّب والتستُّر والحياء في اللِّباس والقول: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ “(الأحزاب: 59).
وقوله تعالى:” فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ “(الأحزاب/ 32).
ثم نجد الإسلامَ ينهى أيضًا عن الاختلاطِ بين الجِنسين؛ لِما يصحَبُه من نشر المنكَرات، وإشاعة الرذائل، وضياع الأخلاق، كما ينهى عن التخنُّثِ للرجال، والترجُّل للنساء؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “لعَن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المُخنَّثِين من الرجال، والمترجِّلات من النساء“(البخاري والترمذي).
ولا تتوقَّفُ حمايةُ الأعراض في الإسلام عند تحريم الزنا ومقدماته، بل نجد الإسلامَ يحُضُّ على أدبِ الاستئذان عند دخول البيوت الخاصة؛ لأن لكل بيتٍ حرمةً يجب أن تصان، ولا يحقُّ اقتحامُ البيوت دون إذنِ صاحبها: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ“(النور/27، 28).
والاستئذان فرضٌ في الإسلام؛ من أجل النظر، وحماية العرض، وحرمة البيت؛ قال صلى الله عليه وسلم: “إنما جُعِل الاستئذان من أجل البصر“(البخاري ومسلم).
وبعد ذلك نجد الإسلامَ يحرِّم قَذْفَ المحصَنات الغافلات المؤمنات، ويعتبره كبيرةً مِن الكبائر، ومِن السبعِ الموبِقات، ويضَع له حدًّا: “وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ“(النور/ 4).
فقذفُ المحصَنات بالزنا فيه إشاعةٌ للفواحش، ونشرٌ للمنكَرات، وتفكيكٌ للأُسَرِ والمجتمعات،:”إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ“(النور/19).
وكذلك نجد الإسلاَم يحرِّم كلَّ أنواع الشذوذ الجنسي من لواطٍ وسِحاق وغيره – حفظًا لعِرض المسلم، وحمايةً لشرَفه ونزاهته.
الغيرة:” عباد الله :”إن آخر حصن ومعقل لحفظ العرض وصيانة الكرامة وحراسة الفضيلة، ما أودعه الله تعالى في نفس كل آدمي من غيرته على الأعراض؛ غيرة النساء على أعراضهن وشرفهن، وغيرة أوليائهن عليهن، وغيرة المؤمنين أن تنال الحرمات أو تخدش بما يجرح كرامتها وعفتها.
وميز النبي صلى الله عليه وسلم ما يحمد من الغيرة وما يذم؛ حيث قال: “إن من الغيرة ما يحب الله عز وجل، ومنها ما يبغض الله عز وجل، فأما الغيرة التي يحب الله عز وجل: فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغض الله عز وجل: فالغيرة في غير ريبة“(النسائي).
عباد الله، وإذا كان الإفراط في الغيرة مذموماً، فإن التفريط فيها أشد ذما؛ لأن ضعف الغيرة في الإنسان أو انعدامها، يجعله أحط من العرب في جاهليتهم قبل الإسلام، بل وأحط من بهيمة الأنعام التي تغار بغريزتها؛ فذكور الماعز تغار، والديكة والإبل والقردة يغارون، وهذا أمر معلوم مشاهد لدى الناس.
وإذا لم يغار الرجل فهو ديوث. ففي الحديث: “ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: “العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث“(النسائي).والديوث: هو من يقر الفحش في أهله، ولا غيرة له عليهم.
بل يَعُدُّ الإسلامُ الدفاعَ عن العرض والغيرة على النساء جهاداً يُبذَلُ من أجله الدم، ويُضحَّى في سبيله بالمهجة، ويجازى فاعله بدرجة الشهيد في الجنة قال صلى الله عليه وسلم: “من قُتل دون ماله فهو شهيد، ومن قُتل دون دمه فهو شهيد، ومن قُتل دون دينه فهو شهيد، ومن قُتل دون أهله فهو شهيد“(أبو داوود الترمذي).
بل يَعُدُّ الدين الإسلاميُ الغيرةَ من صميم أخلاق الإيمان، فمن لا غيرة له لا إيمان له، ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أغير الخلق على الأمة قال سعد بن عبادة رضي الله عنه: “لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح“، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “تعجبون من غيرة سعد؟ والله لأنا أغير منه، والله أغير مني، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين، ولا أحد أحب إليه المدح من الله ومن أجل ذلك وعد الله الجنة“(البخاري و مسلم).
فالله عندما شرع الزواج وحرّم الزنا وحد له الحدود من الجلد إلى الرجم، وحرم الخلوة بالأجنبية وحرم الاختلاط وحرم التبرج وفطر الرجال على الغيرة والنساء على الحياء وحرم الدياثة كل هذا لأجل حماية العرض وصيانته.. لذلك الرجل الذي أراد أن يعبث بحرمة امرأة عفيفة شريفة لقنته درساً قاسياً في صيانة الأعراض:”
سأترك ماءكــم من غيــر ورد ***** وذاك لـــكثرة الــوراد فــــــيه
إذا سقط الذبـــاب على طعــام ***** رفعت يدي ونفسي تشتـــهيه
وتجتنب الأســــود ورود مــــاء ***** إذا كان الكـلاب ولغن فيــه
إذا شرب الأســـد من خلف كلب ***** فذاك الأســــد لا خيــر فـيـــــه
ويرتجع الكـريم خميص بطــن ***** ولا يرضـــى مقاسمة السفيــه
عباد الله:” أقول قولي هذا، وأستغفرُ الله العظيمَ لي ولكم..
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أما بعد فيا جماعة الإسلام .. لازلنا نواصل الحديث حول مفهوم العرض والشرف في الإسلام
والشرف هو صفة تقيم مستوى الفرد في المجتمع، ومدى ثقة الناس به بناء على أفعاله وتصرفاته، وأحيانا نسبه، وفي تلك الحالة تصف مدى النبل الذي يتمتع به الفرد اجتماعيا. كما يعد الشرف من الأخلاق الحميدة، كما يستدل به على نقاء السريرة والأمانة المادية والأخلاقية، وأيضاً البعد عن الأفعال الآثمة أو التي يجرمها المجتمع، كالسرقة والاغتصاب والقتل والسلب والنهب، وإن كانت تختلف من مجتمع لآخر ومن ثقافة إلى أخرى. فكل هذه جرائم مخلة بالشرف..
عباد الله: “و كما حرم الله الفواحش ما ظهر منها وما بطن حماية للأعراض حرم الاستهزاء والسخرية والغيبة والنميمة والهمز واللمز وحرم العنصرية والتفرقة كل هذا لأجل حماية العرض والشرف.. فالاستهزاء بالأشخاص كمن يستهزئ بأوصافهم الخَلْقِّية أو الخُلُقِّية ضياع لشرفهم وهيبتهم بين الناس قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ“(الحجرات:11).
عباد الله :” هل تعلمون أن مفهوم العرض والشرف أصبح يشكك فيهما، وبدأت بعض الملحدات الزانيات الشاذات يروجن لذلك؟. وهناك الأمثلة الكثيرة علي ذلك ومنها: لماذا المجتمع الذكوري ينظر لحرية الأنثى الجنسية أنها عرضهم ورجولتهم الشرف عند الذكوري غشاء بكارة الأنثى
العذرية كذبة ذكورية الأمم تختلف بمعايير الشرف وهذه الطريقة نفس طريقة الإلحاد الحديث في نفي وجود الله. فالإلحاد يشكك بالبديهيات العقلية والحسية، لينفي وجود الله. وهؤلاء يشككون بالبديهيات الدينية والأخلاقية لتبرير جريمة الزنا والشذوذ، وأن هذه الأفعال ليس لها علاقة بالشرف والأخلاق. فجسد المرأة ليس له علاقة بأخلاقها وشرفها
ولا حول ولا قوة إلا بالله ..اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وربي لنا أولادنا وأحفظ بناتنا يا رب العالمين ..
عباد الله أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم.. وقوموا إلي صلاتكم يرحمكم الله وأقم الصلاة.
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف